القائمة الرئيسية

الصفحات

هل ندور مع الدليل حيث دار؟

التنقل السريع

     هل ندور مع الدليل حيث دار؟



    نصيحة واجبة إلى طلاب الشريعة:

    تقليد الجمهور أولى من تقليد المنفرد المخالف، وذلك للمقلدين من عامة الناس؛ لاحتشاد الأدلة عنده الجمهور أكثر من عند مخالفهم ولتنوع أوجه التأويل وتوافقهم على قول والأكثرية وجيه من أوجه الترجيح عند أهل السنة.
     
    ولحث المجتهدين على الترجيح وعدم قفل باب الاجتهاد أجاز العلماء الاجتهاد وإن كان مخالفًا للجمهور.
    ومع الأسف حدث جهل بمن يطلق عليه المجتهد؟.. فظن بعض طلاب العلم أنه مجتهد ببعض حفظ وبعض فهم دون احاطه بشروط المجتهد التي وضعها الأصوليون في باب شروط الاجتهاد وأحوال المجتهدين.. والتي تكاد لا تراها في أحد هذه الأيام إلا كالغراب الأعصم.
     
    وفي النهاية يبقى الرأي نسبي بحسب الحال فربما رجح قول الجمهور في حالات ورجح قول المخالف في حالات أخرى وهذا يخدم المفتي (المفتي!).

    كثير من طلاب العلم والباحثين والأساتذة يدعي أنه يدور مع الدليل حيث دار، فمتى يكون هذا صوابًا؟ 
    =إن كان مجتهدا - بعرف الفقهاء وليس بعرفنا - فنعم يتبع الدليل أينما دار وأما أنا وأنت وأغلب الأسماء اللامعة في ساحات الجامعات وخارجها فلم نخرج من طور التقليد بعد و نرجو أن نكون من طلاب علم ابتداءً. 

    فمن يتعامل مع الدليل مباشرة ويؤوله؟ 
    =العالم المجتهد وليس طالب العلم. وفي الحقيقة ما نفعله من ترجيح في الأبحاث والرسائل ما هو لا تقليد في الحقيقة لاحد طرفي الخلاف! إلا أن تكون مسألة محدثة فكل يدلوا بدلوه لعدم تناول السابقين لها، وهنا فقط يظهر المجتهد من المتجهد.

    فالتواضع التواضع والتقوى التقوى، ولقد مضت سنة الله في أهل العلم أنه من لم يلزم حجمه يفضح ويدثر.
    وكان من قبلنا مجتهدا يدعي الجهل والآن الجاهل يدعي الاجتهاد.
    كانوا طلاب علم بقلوب علماء، والآن جهال بلسان علماء.

    اسأل الله لنا ولكم العافية والفقه في الدين وتعلم التأويل، وصلى وسلم على سيدنا محمد وعلى وصحبه ومن تبعهم بفقه وإحسان.

    الدال على الخير كفاعله

    لمزيد المعرفة عن قضية الاجتهاد ومن هم المجتهدين في الدين شاهد الحلقات التالية:
    1- { الأصول في دقائق } (43) مقدمة عن الاجتهاد
    2- { الأصول في دقائق } (44) الاجتهاد تعريفه ومشروعيته وحكمه
    3- { الأصول في دقائق } (45) ما لا اجتهاد فيه

    تعليقات