القائمة الرئيسية

الصفحات

تواصوا بالفقه لـ عمر أبو الخير

التنقل السريع

     تواصوا بالفقه

    تواصوا بالفقه


          الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وبعد

           إنسان لا يجد همةً في تعلم فقه الطهارة.. هل تظن أنه سيبحث عن فقه البيوع إن صار تاجرًا؟  أو فقه الأسرة إن رغب/ت في الزواج وبناء أسرة ؟ أو حقا سيسأل عن الحلال والحرام بعد ذلك؟ بالطبع لا وألف لا.. 

          مع الأسف الشديد فالجهل بالطهارة.. بالإضافة لأبسط أمور الشريعة بات أمرًا مطوقا للأمة - إلا من فقهه الله - ؛ لذلك على كل مسلم ومسلمة العناية الخاصة بنفسه وأهله فقد قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ". (التحريم/6)
    والوقاية تكون بمعرفة الحلال؛ للقيام به، والحرام؛ لتجنبه.

          و الانتقال من ظلمة الجهل لنور المعرفة لا يتم إلا بالتدبر والفقه والعمل.. والحفظ بلا فهم   لا طائل منه، فهذا عالم - فيما يبدو- وهذا قارئ - فيما يبدو- لا فقه لهما تُسعر بهما النار يوم القيامة.
          الإيمان الصادق، وسلوك الصراط المستقيم، لا يتحقق إلا مع الفقه في الدِّينِ ومعرفة مراد الشارع الحكيم   قبل العمل.. وليس ذلك في فقه الطهارة والصلاة فحسب  بل في كل كبيرة وصغيرة.. 
    قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (الأنفال 24).

          بعضنا يحفظ القرآن الكريم ويحفظه ويشهد الجماعات ويتصدق؛ فقط لأنه ولد لأبوين مسلمين، وجرت عادات مجتمعه على ذلك! فإذا ما تعارض الشرع مع هذا العرف داس عنق الشرع بحذاء قومه وآراءهم.. هيهات يكون ذلك مع الصادقين.. هذا صاحب عادة مألوفة وليس عبادة متبوعة، مثله مثل أي إنسان في ديانة أخرى اتبع دين أباءه ومجتمعه! ما هكذا يكون الإسلام ولا هكذا تعتنق الأديان!! 

          المتدين الحقيقي هو من دان بما فقه واقتنع، لا من دان بما وجد فاتبع. 

          من هنا ينبغي أن نفهم ضرورة الفقه في الدِّينِ والتفهم عن رب العالمين كلامه وأحكامه، ومناقشة ما تسمع وتتبع.. 

          أيها القارئ العزيز : تدبرَ القرآن قبل حفظه وتفقَه في الدِّينِ قبل لبسه.. فابدأ ولو وحدك ولو لم تجد غيرك فهذا دينك أنت، وهذه صحيفتك وحدك، " وكلهم آتيه يوم القيامة فردا"(مريم/95).

          الجيل الجديد من المسلمين (أبناءكم) في خطر العولمة فالله الله في أنفسكم وفيهم، وكفى بالمرء أثمًا أن يضيع من يعول. 

          تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول 
    والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين.

    عمر أبو الخير
    10 رمضان 1443هـ

    تعليقات