ما أكثر محدثي زماننا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد
المؤسف هو هذا التدهور الحادث في إطلاق المصطلحات الشرعية
وهو موافق لمعنى التدهور اللغوي -عند أهل اللغة -
فيطلق على طويلب العلم شيخ وعلى المقلد علامة !
وإذا عذر العوام في ذلك فلا يعذر مدعي العلم مثلي اذا عرف وجامل بالسكوت(إذا جهلت حقيقة المسألة) ، فالحق هو وضع كل شئ في موضعه وتسمية الأشياء بمسمياتها -ويسامح في المجاز لغوا- .
من هذا التدهور الحادث في المصطلحات الحديثية مصطلح (المحدث)
وهو بمعنى :(من اشتغل بعلم الحديث رواية ودراية) أي على علم بالأسانيد وطبقات الرجال وأحوالهم ودرجاتهم ،ليس هذا فحسب بل ونقل عن أهل الأسانيد هؤلاء وذكر درجة كل حديث وأسانيده وطرائقه وشواهده ،وتلقى الإجازة في الرواية من شيخ محدث بطريقة من طرق الإيجاز المعروفة عند أهل هذا العلم.
ببساطة التقى بالمتحدثين وروى عنهم فهل بقى من المحدثين في زمننا من يروي عن رسول الله بسند اوله رسول الله وآخره هذا الشيخ المعاصر ؟
وهل يصير الرجل محدث برواية حديث واحد أو عشر من هؤلاء المحدثين ؟ لا
إذن فما الشيخ الألباني والشيخ محمد شاكر والشيخ الحويني ؟
هؤلاء إن شئت فسمهم " محققين " أو علماء في علم الحديث أو علم مصطلح الحديث
ألا ترى اننا نقول حققه الالباني وصححه فلان وضعفه علان ولا نقول رواه الألباني أو الحويني؟
ونسمى كتاب الألباني (صحيح الجامع الصغير وزيادته ) تحقيقا وليس مسندا ! ويخطئ من يسميه مسندا.
لماذا ؟
لأن ما قاموا به الألباني غيره هو عمل المحقق والعالم في علم الحديث، و ليس المحدث.
فمن آخر المحدثين في الإسلام ؟
جلال الدين السيوطي (المتوفى -٩١١ هجرية)-على حد علمي . والله أعلم
اما الرأي القائل بجواز إطلاق المحدث على المحقق فهذا خلط من وجهة نظري لا أقبله.
عُمَر أبو الخير
تعليقات
إرسال تعليق