أكبر الهموم

بسم الله الرحمن الرحيم

‎ إنه من اكبر الهموم على الانسان أن يكبر في المقام بهذه الدنيا ويقل ناصحيه

‎فالدنيا دار عمل وابتلاء ،وهي سجن المؤمن ،والكيس فيها من دان نفسه وعمل لما بعدها .

‎وإنه لا سبيل لراحة المؤمن فيها فهو أكرم على الله مما لا يساوى عنده جناح بعوضة ،فأكرمه وأنعم عليه

‎لا ليترفه بما أتاه بل ليعمل فيما ولاه وعن قريب هو تاركه ويرحل لا محالة ، في اغتنام نعم الله فيما يرضيه فوز ومن علامته سرور يحدث في القلب ،فإن لم يجد ذلك السرور فإنه ما اغتنم فاغتم والحمد لله ؛لأن ذلك علامة وتنبه لمن غفل .

‎الحق : وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك.

‎وليس أحد أعلم بما يريده الله منه من قلبه اذا خلا به ؛فإنه يستشعر ماذا يريده الله منه على وجه الخصوص .

‎فإذا عرف المطلوب والمكلف به فليسعى لذلك ف(كل ميسر لما خلق له) .

‎ومن كمال العقل أن يتحلى الإنسان المؤمن بأمرين الشجاعة و الزهد في الدنيا

‎فرب قوم قد غدوا في نعمة …زمانا والدهر ريان غدق

‎سكت الدهر عنهم زمنا … ثم أبكاهم دما حين نطق

‎ف"الشجاعة" تورث الرضا والأمل والعزم والطمأنينة .

‎و"الزهد" يورث الصفاء وعدم التعلق بالأموال والأولاد ،فالأولى مشغلة ،والثانية مبخلة مجبنة وما اضعف همة من تعلق بهما .

‎ومن توكل على الله كفاه ومن قنع به أغناه ومن أراد مستقبلا لفلذات كبده فالجنة خير مستقر وابقى .

‎إن رؤية الظالمين في النار لمقاعدهم في الجنة لأكبر دليل على وجود طريق اخر كان أمامهم كان يمكن أن يسلكوه..

‎ونحن الآن نسير فربما هناك طريق آخر أفضل يمكن أن يسلكه ،فمن يتغير يتغير .

يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-