"الغنى والثراء" فروقات لغوية ومفارقات ثقافية
____
إذا قلنا أن كلمة (الغنى) مرادفة لكلمة (الثراء) فهذا صحيح، ولكن ليس في اللغة ترادفًا تامًا ولكنه غلبة شبه، فلكل لفظة في العربية معناها الخاص بها وحدها.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى وقال هذه اربع كلمات تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومع ذلك كان رسول الله من جملة المساكين فلقد كانت تمرُّ الشهور لا يوقد في بيوت النبوة نارًا وهو القائل: " اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين ".
إذن ففي السنة مغايرة بين الثراء والغنى، فماهي؟
ونحن إذن في حاجة لبيان الفروق اللغوية الخاصة بين "الغنى" و"الثراء" ، فتأملتُ تأملًا سريعًا يُسكن الفضول فوجدت الآتي:
1)الغنى.. مختلف عن الثراء
2)فالغنى: هو القدرة على الاستغناء - فكلما زاد استغناءك عن العلائق الدنيوية ازدتَ غنًا- ، وهو تحقق الاكتفاء و بهذا يكون اقرب لمفهوم القناعة غير أنه أعلا درجة منه.
بينما الثراء: هو امتلاك الذهب والفضة بشكل زائد عن الحاجة، أو امتلاك الأسباب المادية للرفاهية على العموم.
3)ضد الغنى: الفقر، وضد الثراء : الإملاق
4)الفقر هو الافتقار للشيء ماديًا كان أو معنويًا، والفقير في الشرع هو الذي لا يملك قوت يومه.
5)الزاهد غني سواء أكان ثريا أم لا، بينما الشره النهمان فقير سواء أكان ثريا أم لا.
6) من كانت الدنيا همه لا يصل للغنى أبداً وإن وصل للثراء وتعظم شهوته مهما أعطي.
7)من كانت الآخرة همة فغناه في قلبه ولا أثر للثراء والإملاق عليه، ويعظم فكره.
8)الحسود فقير ولو كان له ملك سليمان عليه السلام.
9) الحاجة للغنى أكد من الحاجة للثراء ولكن الوصل إليها أصعب.
10) لا تعارض بين الغنى والثراء ولا بين الغنى والإملاق.
وهذا بعض الفروق وهي تعبر عن التمايز لا عن التضاد فالكلمتان مترادفتان.
عمر أبو الخير
16 يناير 2022م
تعليقات
إرسال تعليق