القائمة الرئيسية

الصفحات

الدرجة العلمية الأكاديمية.. والإفتاء

التنقل السريع

    الدرجة العلمية الأكاديمية.. والإفتاء 

    هل توجد علاقة بين الدرجة العلمية الأكاديمية والإفتاء؟ 

    توجد علاقة هشة جدا، وهي أنه ليس بالضرورة الأستاذ الدكتور بقسم الشريعة عنده القدرة على الإفتاء المطلق (وهذا لا ينبغي) بل يمكنه الإفتاء في مجال تخصصه. 

    في المقابل يمكن لغير الحاصل على الدرجة الأكاديمية العالية الإفتاء أيضاً (إن حصل العلم وشهد له العلماء كالددو وابن عاشور وابن باديس ومن قبلهم الألوسي وابن تيمية.. رحمهم الله) وبعضهم لم يدرس بالأزهر الشريف حتى مع وجوده في زمنهم.. وحصلوا العلم من مناحي عديدة. 

    فليس كل أستاذ في الشريعة الإسلامية يفقه كامل الدين - كما كنا نظن-.. ولكن حالياً توجد تخصصات في دراسة الشريعة- مثل التخصصات في كلية الطب.. فمتخصص الأطفال لا يعالج مرضى المخ والأعصاب مثلا أو من يعانون بآلام في الأسنان..- 

    فهكذا في علوم الشريعة تخصصات أيضاً فهذا سيدنا أُبي بن كعب - رضي الله عنه - أعلم الصحابة بالقراءات، وهذا سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله ترجمان القرآن، وهذا سيدنا زيد بن ثابت رضي الله أعلم الصحابة بالفرائض، وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه أعلم الصحابة بالقضاء، وهذان ابو هريرة وعبدالله بن عمرو رضي الله عنهما من أحفظ الصحابة لحديث رسول الله.. الخ

    ويوجد مجتهدين في أكثر من علم من علوم الشريعة طبعاً ولكن حالياً هم قلة بالنسبة لعدد الحاصلين على  الماجستير والدكتوراه فما فوق. 

    وبالتالي: فليس شرطاً أن يكون هذا الإنسان الدكتور من أهل الذكر في كل مجالات الدين بل هو أهل ذكر في تخصصه العميق وما يحسن بعد ذلك.. وليس كل حاصل على درجة علمية في الشريعة يستفتى..-ولا عيب في ذلك البتة ولكن العيب في التفتي بلا علم-. 

    لذلك من الأولى الرجوع للجهات المختصة بالإفتاء في الدولة.. أو سؤال من يشهد له القاصي والداني بالاجتهاد.

    فما أفسد الدين إلا فسدت الدين وإن كانوا من كانوا.

    ولو اقتدينا باسيادنا -رحمهم الله- وقلنا " الله أعلم " فيما لا نحسن أو نسيناه أو نتشكك فيه (فضلاً عن الجهل ابتداءً) لكان خيراً واسلم.. وهي أيضًا فتوى ونؤجر عليها.. إن كنا نبتغي الأجر.

    والله من وراء القصد


    تعليقات