القائمة الرئيسية

الصفحات


في البداية دعوني أخبركم بأمر..

أنا واحد من المسلمين ما خذلني الله قط، والله ما تمنيت شيئًا وسعيت إليه بجد إلا وجدته خيرا مما تمنيت، ولا استعذت به من شيء إلا كفاني شره.. 

ولا طلبت شيئًا إلا أُعطيته.. 

والسر في ذلك( التففه والتوكل والاستخارة) . 

طبعا في أمنيات لم تتحقق.. هل تعرفون كيف أراها - وهكذا ينبغي عليكم أيضاً - ؟؟

والذي نفسي بيده أراها كالملك  الذي يحب عبدا فيفرغه للتفرغ له، حتى لا يشغله عنه شاغل (ولله المثل الأعلى) أو كالرب الذي يربي مملوكه ويعده ويصطنعه كما اصطنع موسى عليه السلام وإخوانه من الأنبياء والمرسلين واتباعهم..

رحيم وما يدريك عن سر فضله.. كريم العطايا حين يعطي ويمنع

أعرف هذا من ربي وأعرف أنه أفرغ يدي من الدنيا لأنشغل بعبادته.

فاللهم أفرغ الدنيا من قلبي وارزقني الزهد فيها .. واعلم أنك ستغرف لي منها يوماً ما - وهذا ما اخشى من عاقبته- فأعني  و لاحول ولا قوة إلا بك. 

---------

يعز علي أن أرى اليأس في وجوه الكثير من الشباب خاصة المتميزين منهم علمياً وخلقيًا..

إخواني في الله:

 إن الله خلقنا لنعبده وجعل لنا الاختبارات المتنوعة.. اعبده كما أمرك وسيرزقك كما وعدك. 

نحن جيل يعدنا الله إعدادًا ويصطفينا اصطفاءً فالفتن لا تصنع إلا مؤمنين أقوياء أو فساقًا اغبياء.. ونحن المؤمنون بإذن الله. 

من الخطأ أن تفهم أن العبادة سكون، بل العبادة هي الحركة هي النشاط هي رياضة النفس والسلوك.. 

مفهوم العبادات أوسع من أركان الإسلام.. 

العبادات أوسع من أن يحاط بها، ولكن كلٌ ميسرٌ لما خلق له، أعرف ما الذي خلقت من أجله؟ 

أنا مثلاً خلقت لطلب علم الفقه وتعليمه وتبسيطه للناس وهذا ما شرح الله صدري له وسيرني فيه ويسره لي.. 

أنت إن علمت لما خلقت على وجه الخصوص ستجد نفسك.. ستلتقي بذاتك. 

- بعض الناس خلق ليكون جزء من فريق عمل ودوره مساعد - ولو إلى حين - وبعضهم خلق ليكون قائدا لهذا الفريق لميزة حباه الله إياها.. فليس مهم أن تكون أنت القائد أو المساعد.. المهم أن تنصب قدميك في عمل إصلاحي في الأرض، ومهم أن تكن أنت أول المستفيدين من ذلك يوم القيامة. 

أكتب هذه الكليمات وفي ذهني أشخاص ربما لا يظنون أني أعنيهم فبعضهم لم التقي به قط، ولكن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. 

أخي المسلم، أختي المسلمة :

كن مصلحا ولا تستعجل " ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم" الذي أفهمه والله أعلم أن الحياة محطات خير وشر موزعة على عمر الإنسان سيمر بها لا محالة فلو تعجلت شيئاً كتب لك في سن الثلاثين مثلاً وانت في العشرين.. لقضي اجلك ولاتاك ما فيه من شر ربما لا تتحمله الآن.. فاصبر. 

لماذا من المهم أن أنصب قدماي في عبادة وعمل صالح ولو اماطة الأذى عن الطريق؟ 

لأنه قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97 . 

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :

"إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ : تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً ، ولم أسدَّ فقرَكَ"-صحيح الترمذي - 

وقال صلى الله عليه وسلم :" من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ" صحيح الترمذي وغيره - 

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ : كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا : لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ ) .

رواه ابن ماجه ( 257 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " 

--------------- 

أنا أعجب من أهل الدنيا كيف يطيقون بعضهم!! واعجب من مسلم لا رؤية له في حياته غير أن يأكل ويسكن وينكح.. ليس المسلم هكذا!

و اعجب العجب أن ترى أحدا من أهل الشريعة وحملة لواء العلم ينتمي للفريق السابق  وعنده قبس من نور الوحي!! 

فلا تغتر بأحد ولو كان إماما يشار إليه بالبنان فالله وحده من يعلم بالقلوب.. خذ من كل حديقة بزهرة وانتفع بالحكمة ولو نطق بها غير مسلم وتوكل على الله وحدك وسر إليه وحدك فوحدك ستقف امامه ووحدك ستحاسب "وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" (مريم:95)

 الخير قادم فعش يومك بعباده فلن يتكرر هذا اليوم في حياتك أبداً.


تعليقات

التنقل السريع