القائمة الرئيسية

الصفحات

الانتصار لرأي الجمهور في تحريم قراءة القرآن للحائض

 الانتصار لرأي الجمهور في تحريم قراءة القرآن للحائض. 

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرسول الأمين.. وبعد 

يرى جمهور العلماء حرمة قراءة القرآن الكريم على الحائض، وكذلك منع مكوثها بالمسجد. 

بينما يرى الحنابلة جواز الامر. 

وأما أدلة الجمهور فقياسا على الجنابة، ومعلوم أن الحيض كالجنابة تماما واشد.. فمن باب الأولى أن تلحقها أحكام الجنابة وهي:

1- حرمة المكوث داخل المسجد  لقوله تعالي: " وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا " (النساء جزء من الآية 43)

2- حرمة مس المصحف لقوله تعالى: "قول الحق تبارك وتعالى: لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ" الواقعة. 

3- حرمة القراءة للقرآن الا للخائف والمستوحش (عند الامام مالك)  لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  كان يعلمهم القرآن وكان لا يحجزه عن القرآن إلا الجنابة " رواه أبو داود (1/281) والترمذي (146) والنسائي (1/144) وابن ماجه (1/207) وأحمد (1/84) ابن خزيمة (1/104). 

ولما روي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : " لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن " رواه الترمذي (131) وابن ماجه (595) والدار قطني (1/117) والبيهقي (1/89) وهو حديث ضعيف. 

والضعف حجة باتفاق أهل المعرفة بالفقه - ردا على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - القائل " وهو حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث " ينظر : نصب الراية 1/195.

4- حرمة وطئها.. وهذا ظاهر.

وأما أدلة بعض الحنابلة :

١- الحائض تطول مدتها والجنب لا تطول فلا قياس على الجنب. 

٢- ثم الاجتهاد بالرأي واستصحاب الأصل. 

ردًا على الحنابلة بعدم صحة قياس الحيض على الجنابة:

أولا: هذا قياس الأولى، بل الحيض أشد من الجنابة فكيف لا يقاس عليه، بل الأولى أن يتشدد فيه.

ثانيا: وأما قولكم بأن الحيض يطول والجنابة لا تطول. فمردود أيضا، اليس الحيض يمنع الصلاة والصيام أيضاً كالجنابة؟ ، والجنب يقضي لكن الحائض لا تقضي الصلاة؟ ، فيسهل ترك أعظم العبادات (الصلاة) ولا يسهل ترك القراءة؟!

ثالثا: قولكم يطول الأمر في الحيض فهذا رأي قاصر لا يُقدم على كلام رسول الوارد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما - وإن كان ضعيفا-.. اذا أن الرأي بعد الحديث في الضعف أجدر وأحق. وليتهم قالوا بالكراهية حتى.


الخلاصة: اتفقُ مع جمهور الفقهاء القائلين بحرمة قراءة القرآن والمكوث في المسجد للحائض.

بل تعتزل المسجد وتعتزل القراءة، ويمكنها الحضور خارج المسجد للاستماع فقط. والله أعلم

كتبه:عمر عمر أبوالخير

تعليقات