قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية: "اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فذلكم وقايتهم من النّار".
وقال علي رضي الله عنه قال في معناها: "علموا أنفسكم وأهليكم الخير، وأدبوهم"
وقال الطبري:
أي: علموا بعضكم بعضا ما تقون به من تعلمونه النار وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله واعملوا بطاعة الله تعالى. وقوله تعالى: {وأهليكم ناراً} يقول: علموا أهليكم من العمل بطاعة الله تعالى ما يقون به أنفسهم من النار.
قال المناوي (فيض القدير:5 / 257).
فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظهم وتزجرهم بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر وتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة .
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: كان ملِك كثيرَ المال، وكانت له ابنة لم يكن له ولد غيرها، وكان يحبها حبّاً شديداً، وكان يلهيها بصنوف اللهو، فمكث كذلك زماناً، وكان إلى جانب الملك عابدٌ ، فبينا هو ذات ليلة يقرأ إذ رفع صوته وهو يقول {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} فسمعت الجارية قراءته ، فقالت لجواريها : كفوا، فلم يكفوا، وجعل العابد يردد الآية والجارية تقول لهم: كفوا، فلم يكفوا، فوضعت يدها في جيبها فشقت ثيابها، فانطلقوا إلى أبيها فأخبروه بالقصة، فأقبل إليها ، فقال: يا حبيبتي ما حالك منذ الليلة؟ ما يبكيك؟ وضمها إليه، فقالت: أسألك بالله يا أبت، لله عز وجل دار فيها نار وقودها الناس والحجارة؟ قال: نعم ، قالت: وما يمنعك يا أبت أن تخبرني، والله لا أكلتُ طيِّباً، ولا نمتُ على ليِّنٍ حتى أعلم أين منزلي في الجنة أو النار. (صفوة الصفوة: 4 / 437-438).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ: أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ» (رواه النسائي وابن حبان، وصححه الألباني). وفي روايةٍ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» (رواه أحمد والبخاري).
قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فيـنا *** عـلى مـا كـان عـوَّده أبوه
- يعنى النشأة على ما يعود الآباء ابنائهم عليه.
وأفضل ما يعود عليه إنسان طاعة الله والتفقه في الدين.. والبداية بالقراءة..نعم القراءة ولكن ليس في الروايات المجلات التافهة لكن في الكتب شرعية التي تعرفنا على طرق الوقاية من النار كالعقيدة والفقه والسير التي تعرفنا على حياة الصالحين وكيف كانت عبادتهم خاصةً سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ألا تلاحظ أن أول أمر نزل في القرآن اقرأ.
والتعليم يبدأ من سن السادسة بل والخامسة والرابعة.. هذا الشافعي حفظ القرآن الكريم عندما أتم السابعة والقرضاوي حفظه في السادسة وابن حجر روى الحديث في الخامسة.. المفترض أن الإنسان في سن البلوغ يكن مهيئا للانطلاق في العبادة والطاعة وليس يبدأ منها!
المفترض أن سنوات الإعداد للابن المسلم قبل البلوغ ليس بعده ولكن مما عمت به البلية في هذا الزمان على الجميع بلا استثناء هو هيمنة الثقافة الغربية الملحدة فصار الأب والابنه طفلا حتى يبلغ فإذا بلغ يسمونه مراهق حتى سن23 ثم بعد ذلك يقولون شاب طائش!
بعدها ينتج هذا الجيل الذي نراه!
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
الحل في اننا نتعلق بحبل الله ونعلق أبناءنا فيه رغم انوفيهم إن كانوا معاندين ونعلمهم أن كل لحظة لا تشغلها بالحق شغلتك نفسك فيها بالباطل.
ومن لا ينفع معه شيء ينفعه دعاء الأبوين فإنه مجاب.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
تعليقات
إرسال تعليق