بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد
أختي...
لا تنوي الزواج حتى تُتقني صناعة القادة
- لا بُد أن يخرج من بين أضلعكِ رجلاً كابن الخطاب أو الشافعي أو مالك بن أنس أو ابن حنبل أو محمد الفاتح أو صلاح الدين ..
ﻗﻠﻠﻦَّ ﻣِﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯٰ ﻭ ﺍﻟﻤَﺎﻝ والأجهزة اللوحية ﻭ ﺃﻛﺜﺮﻥَ ﻣِﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩِ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .. ﻓﺎﻟﻘﺎﺩِﻡ ﻣِﻦ ﺃﻣﺮ ﺃُﻣّﺘﻨﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺧِِﺮﺍﻓﺎً ﺗُﻌﻠَﻒ ﻭ ﺗﺴﻤُﻦ وتلبس اجمل وابهي الثياب ، ﺑَﻞ ﺟﺴُﻮﻣﺎَ ﺗُﺒﻨﻰٰ ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺗُﺆﻣﻦ ..
علموهم: الرجولة، الشهامة، الامانة، الحياء العطاء، الصدق، الود، الرافة، الرحمة...
ﻋﻠﻤِّﻮﻫُﻢ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻔَﺠﺮ ﻻ ﻳُﺼﻠِّﻴﻪ ﻓِﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖِ ﺇﻻ ﺍﻟﻨِﺴﺎﺀ ..
ﻋﻠﻤِّﻮﻫُﻢ ﺃﻥَّ " ﺍﻷﻧﻔَﺎﻝ ﻭ ﻣُﺤﻤَّﺪ " ﻧﺰﻟﺘَﺎ ﻟﻴﺼﻨﻌَﺎ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ..
أخبروهم وعلّموهم أنّ الذي يعيش لنفسه فلا خير فيه !!الذي لايكون مصباح ينير طريق غيره لا خير فيه. الذي لا يكون ماء يروي العطشان لاخير فيه. الذي لا يكون يد تاخد الي طريق الحق لا خير فيه...
فلولا "أم أيمن" ما كان "أسامة" ولولا "أسماء" ما كان "ابن الزبير" ولولا أم مالك ما كان "الامام مالك" ولولا أم الإمام أحمد ما كان "الإمام أحمد بن حنبل" ولولا أم صلاح وأبيه ما كان "صلاح الدين الأيوبي " ..وهكذا
والفضل كله لله
فأنتِ أُمَّاً بأُمَّة تستطيعين تغيير كل المعادلات بحسن صنيعكِ في البنين والبنات انتِ صانعة الأجيال والرجال..
"وسورة النساء" ما سميت بالنساء إلا لعظيمِ فعل النساء في بناء الأمم ..
فاصنعي لنا قادة ...فقد سئمت الأمّة أرباب المياعة والبلادة والخلاعة
قد سئمت الامة من أطفال يربيهم الانترنت وقدوتهم الساقطين والساقطات !
كوني أمّاً واصنعي رجلاً ..
رجلاً عندما يتكلم يسمعه الجميع عندما يمر يشير إليه الجميع عندما يعمل ينفع الجميع
المرعبُ في فكرة الزواج ليس أن تتحملي رجلًا إيجابياته وسلبياته طيلة حياتك، ولا أن يتحملك هو المرعب في حجم التردد، ومصير أولئك الأطفال الذين سينتجون عن قرار ابتدأ بمجرد نظرة وإعجابٌ شكلي فارغ..
هل تستطيعين حقًّا أن تصنعي منهم رقمًا صعبًا في هذه الأمَّة ؟!
الذي أؤمن به هو أن مرحلة العزوبية ليست مرحلة إصلاح الشعر المتقصف، أو البشرة الداكنة، أو إصلاح الوزن الزائد فقط ؛ إنما هي أثمن فرصة بين يديكِ لتصنعي عقلًا مختلفًا، وشخصيةً قادرةً على إنتاج جيل حيٍّ نابضٍ بالفلاح ..
هي أثمن فرصة لتتعلمي فنَّ صناعة الإنسان، وتلملمي شتات شخصيّتك، وترمّمي عيوبك. فكلما قرأت ازددت قوة كلما تثقفت ازددت وعيا كلما ارتقيت بعقلك كلما أصبحت مبدعة، وتصنعي جيل المستقبل الواعد .
استغلي وقت فراغك في تعلم العلم الشرعي وحفظ القرآن لتكوني ام مربية واعية وتعلميه لأبنائك فيما بعد...
فاقد الشيء لا يعطيه
قبل إنهاء الحديث اليك قصة كنموذج للفتاة المسلمة الواعية العاقلة التي قلبها قلب أمة وليس مجرد قلب أم.. إنها فتاة فقيرة كانت تعيش في مدينة تكريت وكانت تتعلم القرآن وبعض العلوم الشرعية على يد شيخ بأحد الزوايا وفي يوم من الأيام جاء الى هذا الشيخ رجل من عامة الناس يبحث زوجه فأرشده على بيت تلك الفتاة ليوفق بينهما ..
وبعد عدة أيام دخل رجل بهيئة الأمراء على هذه الزاوية ثم انحنى يقبل يد هذا الشيخ المعلم
فمن هذا الأمير ؟! ولماذا يقبل يد هذا الشيخ؟؟
- إنه أمير قلعة تكريت .. الأمير ؟ نعم هو
ولماذا يبجل هذا الشيخ ولماذا هذه الزاوية بالتحديد؟!
- ؛لأنها هي الزاوية التي حفظ فيها القرآن وتعلم فيها الفقه والعلم الشرعي على يد هذا الشيخ .
ماذا يريد في هذا الوقت تحديد؟!
- إن الأمير يبحث عن زوجة لكن بمواصفات تليق بفكر وهم الأمير .. وكان الأمير قد عرض عليه بنت الخليفة العباسي فرفض لأنها لا تناسبه! بنت الخليفة ؟؟ وهي من هي في الشرف والحسب والنسب إنها بنت الحاكم الأول على وجه الأرض من البشر!! نعم لا تناسبه.
فسأله الشيخ فما هو طلبك؟
قال: أريد زوجة تأخذ بيدي إلي الجنة، وانجب منها ابنا يحرر الأقصى.
وبينما هم في هذا النقاش إذ دخلت إحدى الفتيات الى مصلى النساء فلما لاحظ الشيخ أنها هي البنت الفقيرة التي أرسل اليها أحد الرجال وقد قامت برفضه مما احرج الشيخ..
فسألها: لماذا رفضتي الرجل الذي ارسلته اليكم؟
فقالت: يا شيخي إنما اريد رجلا يأخذ بيدي إلي الجنة وأنجب منه طفلا يحرر المسجد الأقصى !!
(انها نفس كلمات الأمير ونفس لسانه)
وقعت هذه الكلمات موقع الغيث على قلب الأمير .
فلما عاد الشيخ الى الأمير وكان قد سمع الحوار قال يا شيخي هذه من أبحث عنها.
قال له ولكنها فتاة فقيرة من عامة الناس!
قال : بل هي من اريد وابحث عنها.
فكانت زوجة مباركة وزواج مبارك أخرج لنا صلاح الدين الأيوبي البطل المسلم صاحب الفتوحات الذي حرر مصر من الشيعة الفاطميين الذين احتلوا مصر أكثر من قرنين ونصف من الزمان وحرر الأقصى بعد نحو السبعين عام ..انه ثمرت الاختيار الصحيح والإعداد الراشد.
وهذه أم من الألف الأمهات في التاريخ الإسلامي..
أخيتي..
يحاولون تغريب المسلمات عن دينهم وهويتهم ويريدونها إنسانة فارغة العقل، ألعوبة بيد أعداء الإسلام والفضيلة. فاحرصي على أن تكوني أمَّا تبني أمَّة ..
عمر أبو الخير
اقرا ايضا هل ندور مع الدليل حيث دار؟
تعليقات
إرسال تعليق