مواقف عشتها، وعبر منها
اشاركها معكم عظة للمتأدبين.
الموقف الأول: عتاب غير جميل
كنت بالجيش على خدمة مسجد ومعي أخ فاضل. . بيوم تأخرت بضع دقائق عن الآذان - كنت نائم ومسمعتش المنبه من أول مرة - فجاءني صاحبي بأشد تعنيف قولي على التأخير - وأنا أعذره لأننا كنا عرضة للمعاقبة وهو مسؤول معي - وأنا أتفهم صغر حجم الموقف - بخلافه- وأنه أسهل مما يتصور وأبسط.
ولكنه أخذ استرساله في العذل واللوم.
بعدها ببضعة أيام وفي يومه حدث منه ما حدث لي وتأخر عن رفع الآذان ( نظرت في الساعة وجدت نفس مدة تأخيري). وما لمته ولو بنظرة.. لكنه استشعر .
*العبرة:
ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وكما تدين تدان، والعفو يعود بالعفو والستر بالستر وليستر الله أكبر.
الموقف الثاني: تملق وغرور
كان في مجموعة شباب من قرية واحدة في أسيوط زملائي بالكلية. . يظهر إنه كان في مشكلات ببلدهم وكانت تعوقهم عن المجيء بانتظام. . . فجاءة لقيتهم يأتون علي يلقون السلام ثم يقفون معي.. ولا يراني أحدهم حتى يقبل علي مصافحا متملقا حتى قربنا على الامتحانات. . ثم أتى كبيرهم في يوم وشرح لي أنه في مشكلة كبيرة بالبلد كانت تمنعهم من الإنتظام في الحضور وترجى إني أعطيهم الدفاتر يصوروها كلها. . ففعلت ذلك لأنهم كانوا يبجلون ويمدحون (تملقا وغرورا).
بعدما صوروا الدفاتر تماطلون في ردها و تثاقلوا حتى عتبت خيرهم فأتى بها، ومن تاني لقاء لا سلام ولا كلام ولا تحية ولا شيء - التمثيلية خلصت-.
*العبرة الأولى :
كن قوياً سلوكيا ولا تعطي إلا لله وابتغاء الثواب وعلامة ذلك أنك لا تنتظر الشكر من أحد غير الله، عملا بقوله تعالى: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اَللَّه لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شَكُورًا (الإنسان 9)
قال ابنُ تيمية رحمه الله في هذه الآية: فلو طلب المتصدق من فقير الدعاء خرج من هذه الآية.
**العبرة الثانية:
خذ حذرك من الغرباء دائما، ولا تغامر بما لا عوض له عندك، ولا تعطي حياءً، ما تعطيه بالحياء يرد لك قلة احترام.
الموقف الثالث: كسر الخواطر قبيح
كنت بالجيش وكان في أستاذ ما محتاج منه شيء متعلق بدراستي، وهذا الشيء جعله الله في سلطة هذا الأستاذ. .
أخذت بالاتصال عليه أياما طوالا مرارا، وهو لا يرد.. اراسله يقرأ ولا يرد ، والوقت محدود والفرصة مؤقتة. . وهو لا يجيب على الهاتف - وهذا أذل شيء لذي الكرامة أن تُجعل حاجته عند من يسأله الكلمة فلا يعطيه.. تكبرا-.
*العبرة الأولى:
إن الجود بالكلمة الطيبة يفرج كروب ويطيب قلوب ويجلب الإحترام الصادق، أو كما قال صلى الله عليه وسلم: الكلمة الطيبة صدقة.
**العبرة الثانية:
تملق المتكبر حتى تقضي حاجتك.. ثم عظه واحذف رقمه من هاتفك أو أعمله حظر، و أوصيك بعدم تعظيمه حتى لا يقوى شيطانه.
الموقف الرابع: مربي صالح
أحد أصحاب الحقوق على زعلني مرة وغلط في لأول مرة فهجرته ولم أرد عليه في الاتصال - وهو يحبني جدا - . . فجاءني وقص علي قصة فحواها: أن رجلا يمتلك مزرعة عنب، وكان له صاحب يزوره ويطعمه من أجود العنب بمزرعته. . وذات مرة أبقى الصاحب بعض حبات العنب فمد صاحب المزرعة يده ليأكل ما ابقى صاحبه وكلما ذاق حبة وجدها مرة جدا فيلفظها . . فتعجب وقال لصاحبه أوكل الطبق كان هكذا؟ فتبسم الصاحب وقال: يا صاحبي أطعمتني من عنبك مرات ومرات وكلها أشهى من العسل افاشكي مرة لم تقصد فيها، وأحزانك!
*العبرة:
لا تكسر خاطر من يحبك بقطيعته، ولا تقف علي عثرت أخيك، فالمؤمن يلتمس المعاذير والمنافق يلتمس الزلات. . أو كما قال صلى الله عليه وسلم: التمس لأخيك سبعين عذراً . . فإن لم تجد فقل لعل له عذر لا أعرفه.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد.
عمر أبوالخير
26/1/2021
تعليقات
إرسال تعليق