القائمة الرئيسية

الصفحات

مواقف عشتها، وعبر منها-1

عمر أبوالخير

مواقف عشتها، وعبر منها

 اشاركها معكم عظة للمتأدبين.  

 الموقف الأول:  عتاب غير جميل

 كنت بالجيش على خدمة مسجد ومعي أخ فاضل. .  بيوم تأخرت بضع دقائق عن الآذان - كنت نائم ومسمعتش المنبه من أول مرة - فجاءني صاحبي بأشد تعنيف قولي على التأخير - وأنا أعذره لأننا كنا عرضة للمعاقبة وهو مسؤول معي - وأنا أتفهم صغر حجم الموقف - بخلافه- وأنه أسهل مما يتصور وأبسط. 
ولكنه أخذ استرساله في العذل واللوم.  
 بعدها ببضعة أيام وفي يومه حدث منه ما حدث لي وتأخر عن رفع الآذان ( نظرت في الساعة وجدت نفس مدة تأخيري). وما لمته ولو بنظرة.. لكنه استشعر . 

 *العبرة: 

 ما كان الرفق في شيء إلا زانه،  وكما تدين تدان،  والعفو يعود بالعفو والستر بالستر وليستر الله أكبر.

 الموقف الثاني:  تملق وغرور

 كان في مجموعة شباب من قرية واحدة في أسيوط زملائي بالكلية. .  يظهر إنه كان في مشكلات ببلدهم وكانت تعوقهم عن المجيء بانتظام. . . فجاءة لقيتهم يأتون علي يلقون السلام ثم يقفون معي.. ولا يراني أحدهم حتى يقبل علي مصافحا متملقا حتى قربنا على الامتحانات.  .  ثم أتى كبيرهم في يوم وشرح لي أنه في مشكلة كبيرة بالبلد كانت تمنعهم من الإنتظام في الحضور وترجى إني أعطيهم الدفاتر يصوروها كلها. .  ففعلت ذلك لأنهم كانوا يبجلون ويمدحون (تملقا وغرورا). 
 بعدما صوروا الدفاتر تماطلون في ردها و تثاقلوا حتى عتبت خيرهم فأتى بها، ومن تاني لقاء  لا سلام ولا كلام ولا تحية ولا شيء - التمثيلية خلصت-. 

 *العبرة الأولى : 

 كن قوياً سلوكيا ولا تعطي إلا لله وابتغاء الثواب وعلامة ذلك أنك لا تنتظر الشكر من أحد غير الله،  عملا بقوله تعالى:  إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اَللَّه لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شَكُورًا (الإنسان 9)
 قال ابنُ تيمية رحمه الله في هذه الآية:  فلو طلب المتصدق من فقير الدعاء خرج من هذه الآية.  

**العبرة الثانية: 

خذ حذرك من الغرباء دائما، ولا تغامر بما لا عوض له عندك، ولا تعطي حياءً، ما تعطيه بالحياء يرد لك قلة احترام. 

 الموقف الثالث:  كسر الخواطر قبيح

 كنت بالجيش وكان في أستاذ ما محتاج منه شيء متعلق بدراستي،  وهذا الشيء جعله الله في سلطة هذا الأستاذ. . 
 أخذت بالاتصال عليه أياما طوالا مرارا، وهو لا يرد.. اراسله يقرأ ولا يرد ،  والوقت محدود والفرصة مؤقتة. .  وهو لا يجيب على الهاتف - وهذا أذل شيء لذي الكرامة أن تُجعل حاجته عند من يسأله الكلمة فلا يعطيه.. تكبرا-.  

 *العبرة الأولى: 

 إن الجود بالكلمة الطيبة يفرج كروب ويطيب قلوب ويجلب الإحترام الصادق،  أو كما قال صلى الله عليه وسلم:  الكلمة الطيبة صدقة.  

 **العبرة الثانية: 

تملق المتكبر حتى تقضي حاجتك.. ثم عظه واحذف رقمه من هاتفك أو أعمله حظر، و أوصيك بعدم تعظيمه حتى لا يقوى شيطانه.

 الموقف الرابع:  مربي صالح

 أحد أصحاب الحقوق على زعلني مرة وغلط في لأول مرة فهجرته ولم أرد عليه في الاتصال - وهو يحبني جدا - . .  فجاءني وقص علي قصة فحواها:  أن رجلا يمتلك مزرعة عنب،  وكان له صاحب يزوره ويطعمه من أجود العنب بمزرعته. .  وذات مرة أبقى الصاحب بعض حبات العنب  فمد صاحب المزرعة يده ليأكل ما ابقى صاحبه  وكلما ذاق حبة وجدها مرة جدا فيلفظها . .  فتعجب وقال لصاحبه أوكل الطبق كان هكذا؟  فتبسم الصاحب وقال:  يا صاحبي أطعمتني من عنبك مرات ومرات وكلها أشهى من العسل افاشكي مرة لم تقصد فيها،  وأحزانك!  

 *العبرة: 

 لا تكسر خاطر من يحبك بقطيعته،  ولا تقف علي عثرت أخيك،  فالمؤمن يلتمس المعاذير والمنافق يلتمس الزلات. .  أو كما قال صلى الله عليه وسلم:  التمس لأخيك سبعين عذراً . .  فإن لم تجد فقل لعل له عذر لا أعرفه.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد.
عمر أبوالخير
26‏/1‏/2021

تعليقات