القائمة الرئيسية

الصفحات

إخراج الزكاة - وسوء الأدب



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول 

وبعد..

اخراج الزكاة فريضة والتزام الأدب فضيلة وسمة من سيمات المسلم خاصة وإن كان من طلاب العلم.


لقد اختلف الفقهاء (اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد) فيما اختلفوا فيه في مسالة إخراج زكاة الفطر هل تجوز بالقيمة أم لا؟

فمنهم من قال بعدم الجواز -وهذا رأي الجمهور -، ومنهم من قال بالجواز -وهذا رأي الأحناف-.

والمعلوم أن مخالفة الأحناف للجمهور ليس كمخالفة غيرهم من المذاهب ذلك لأن الأحناف أكثر في الغالب من باقي المذاهب السنية مجتمعة فهم الأكثر عددا علماءا ومؤلفات والأوسع إنتشارا والأطول في العرف الفقهي في سائر الدول الإسلامية منذ الخلافة العباسية وحتى سقوط العثمانية- 3مارس1924م-.

واستمر هذا التنوع في مسالة إخراج الزكاة منذ اكثر من الف عام .. يتسع في الأمر صدور العلماء وطلاب العلم والعوام لا يطعن أحدهم في نية الأخر ولا في ورعه ولا في اتباعه للسنة وإن كان يرى ما لا يراه المخالف.

فهؤلاء القوم كانوا يراعون احترام الأخر مقدرين لاجتهاده متوسعين فيما وسع القول فيه وتنوعة الآراء الفقهية الصادرة من أهلها.

حتى جاء هذا الزمان خاصة في هذه الفترة فأخذ كل واحد برأي من الآراء ظانا من نفسه أنه ظفر بالحق المبين وأخذ على عاتقه نشر الرسالة الجديدة متوشحا بأقوال من لم يفعلوا هم هذا .

واعلونها حربا ساخنة على كل من خالف ما عصبه الهوى في قلوبهم .. بغير الأخلاق التي عهدناها من الأوائل ومن غير توقير لحى ولا ميت من شيوخ الإسلام 

يرائون بما يرون ويمارون بما لا يفقهون ولو فقهوا لعلموا أن الخلاف ابتداءا لا يكون هكذا والعرض لا يتم بهذه الصورة.


فاقول لرجال هذه الغوغائية كفوا وانتهوا ولا تنقلوا الأمر للعوام فتزداد المجالس ضجيجا بفتنتكم لا بفقهكم المزعوم.

وادعو العقلاء في هذه الظروف الى:

1- مجانبة هذه الفتنة.

2-الدعوة لسعة الصدر والتسامح الفقهي بين أهل السنة والجماعة لا أقول غيرهم.

3- إعلاء قيمة العلماء وعدم قبول التجرئ عليهم.

4-بيان أهمية تقديس الأخلاق والآداب في مجتمعاتنا.


والى الله المشتكى ، والله ولي التوفيق.


عمر أبوالخير

28رمضان1441ه

21مايو2020م

تعليقات

التنقل السريع