
انتشار الأوبئة اذان بزوال أنظمة وانهيار حضارات وتغير قوى
قال تعالى: وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (هود:102)وقال: ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) (الأحزاب: 62)
وقال سيدنا سليمان الفارسي: " إن مثل من نزل به بلاء ثم رفع عنه ولم يدرى حكمة الأمر كمثل دابة لا تدرى فيما عقلت وفيما أطلقت "
من هذا المنطلق أقول وبالله التوفيق: إن انتشار الأوبئة أذان بزوال أنظمة وانهيار حضارات وتغير قوى
يبدأ أمر الأنظمة كأمر الإنسان يولد طفلاً فيشب ويقوى ويستبد فإن أخذ العدل والمشورة مركبا وشراعا سار بسلام وطالت منجاته.. وإن سار بالظلم والاحتكار يخال له استتباب الأمور ويوهم بصحة مذهبه فيُغر ويلهو ولا يرى خللًا فيوقن غررًا أنه على حق!!فينتقل من الظلم إلى الإسراف في الترفه والتنعم (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) (44)
وإذ فجأة بمركب الباطل غريق في يم فرعون ..
ولكن مازالت هناك فرصة سانحة أمام هؤلاء الملاء وهي: التوبة الشرعية والسياسية
والتمسك بحبل الشريعة ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (ال عمران: 103)
ولكن كيف يعتصم الظالم بظلمه مع العادل بعدله ؟! لا يلتقيان حتى يتشابهان.
الابتلاءات عبر ودروس وعلامة ما بعدها وهي سنة إلهية وفي التاريخ عبر و استعبار لأولي الابصار.
ليست الأوبئة والأمراض السبب الوحيد لانهيار الحضارات أو الأنظمة .. أيضا التهجير والجوع والكساد والفقر كل ذلك من دواعي الفوضى التي ينتج عنها انهيارات اجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة.ولا يأتي ذلك الفقر وتلك الفوضى الا بأمور أعدها علماء الاجتماع من أسباب سقوط الحضارة وهي:
⁃ ترف القلة الظالمة والمستبدة.⁃ تخلي المجتمعات عن أخلاقها وعقيدتها وهدي نبيها أو قائدها.
⁃ فقدان الأمل والطموح وغرقهما في الفقر.
⁃ التعصب الفكري وعدم تقبل المخالف.
وإن كانت هذه عوامل سقوط الحضارة فالأحرى أن تكون عوامل سقوط الأنظمة بل واسرع بكثير مما في الحضارات .
والحل لهذه الفئة المستبدة وفقط في التمسك بحبل الشريعة وشارع الحق ومركب العدل ومذهب المشورة ورابطة التعايش وروح قبول المخالف.. وذلك مالم يبادر اليه أحد الملاء حتى الآن ،ولا أرى الا سيف العدل فوق رؤسٍ مُسْكَرةٌ يوشك أن يهوى عليها ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21)
فهل من مدكر ومتعظ ومستدرك؟؟
كتبه: عمر أبو الخير
22رجب 1441هـ
17مارس2020م
تعليقات
إرسال تعليق