الوفاء خُلق الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرسول الأمين
وبعد..
لنتعلم الوفاء من خلق النبي صلى الله عليه وسلم وإليك من سيرته أمثلة على ذلك..
لما جاءه أبا زيد بن حارثة وعمه يطلبانه ، -وكان زيد بن حارثة غلاما اسر وبيع فاشتراته السيدة خديجة وأهدته لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- قالوا له نشتريه منك... قال لهما صلى الله عليه و سلم" فهل لكم بخير من ذلك ؟
قالوا: ما هو؟
قال -وهذا هو الشاهد-: ادعوه فخيراه فإن اختاركما فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحد....
( فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني احد )
وهذه الأيام نرى الكثير من الناس لا يقدر معنى الصداقة أو الأخوة أو الحب ... فسهُل عليهم الفراق، والقطيعة، وعدم الوفاء
بأعذار واهية في ظاهرها التحجج -وما هي بحجه- وفي باطنها ما الله به عليم
قال تعالى: قال تعالى: ﴿ وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ ﴾ (الأعراف/ 103)
فما هو الوفاء؟
معنى الوفاء:
الوفاءُ ضد الغَدْر، يقال: وَفَى بعهده وأَوْفَى إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه.
وفي الاصطلاح: هو الصبر على ما يبذله الإنسان من نفسه محتسبا، وينطق به لسانه متعهدا، أو لم ينطق به وكان معروفا بالضرورة أنه واجب العقلي بين الناس
يقول سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه:
مات الوفاءُ فلا رفدٌ ولا طمع * في النَّاسِ لم يبقَ إلا اليأسُ والجزعُ
فاصبرْ على ثقةٍ باللهِ وارضَ به * فاللهُ أكرمُ مَن يُرجى ويُتَّبعُ
ويقول المتنبي:
وَمَا كُلّ مَنْ قَالَ قَوْلاً وَفَى * وَلا كُلُّ مَنْ سِيمَ خَسْفاً أبَى
وبالمثال يتضح المقال:
- من وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجته خديجة أنه ما تزوج عليها حتى ماتت لكرمها وحسن عشرتها له وغنائه عن غيرها
-ووفاء ابنته زينب رضي الله عنها مع زوجها أبا العاص (في أروع قصة وفاء المرأة لزوجها) أرجوا أن تعرفها كل أمرأه
-ومن ذلك قال أبو حنيفة: ما صليت قط إلا ودعوت لشيخي حماد ولكل من تعلمت منه علما أو علمته، وفي رواية: ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والديّ، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علما أو علمته علما.
- وكان الإمام أحمد يكثر من الدعاء الشافعي، فسأله ابنه عبد الله قائلا: يا أبتِ أيّ شيء كان الشافعي؟ فإني سمعتك تكثر من الدعاء له. فقال لي: يا بني، كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فَهَلْ لِهَذَيْنِ مِنْ خَلَفٍ، أَوْ مِنْهُمَا عِوَضٌ؟.
وفي الختام
صار خلق الوفاء معدن نفيس لا يمتزج في النفوس الرديئة قال الحريري: (تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زمانًا طويلًا حتى رقَّ الدين، ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة). آداب الصحبة للسلمي
كتبه:عمر أبوالخير
24/10/2019
تعليقات
إرسال تعليق