الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
1) مقدمة
كم من حافظ لكتاب الله في الوطن العربي والعالم الإسلامي ؟!
ماذا حدث أم ماذا تغير هل أحدثوا فارقا ؟!
مع أن الصحابة جميعهم لم يحفظوا القرءان الكريم كاملا جميعا وأحدثوا فارقا في العالم …لماذا؟
نحن حفظنا الرسم ولَم نحفظ المعنى ،وحفظنا المعنى ولَم نعمل ،وعملنا ولَم نخلص …الا ما رحم ربي وقليل ما هم .
فما العمل ؟
اسمع وعي عن عبدالرحمن السلمي وعن عبد الله بن مسعود وعن علي أبن أبي طالب وغيرهم -رضي الله عنهم- : (كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلمهن ونعمل بهن، ونعلمهن، ونعلم حلالهن وحرامهن، فأوتينا العلم والعمل)صحيح
أيها الناس نسمع ولا نعمل لماذا ؟
لأننا نركن ونرجئ ونتكاسل ولا نجتهد ولا ننشط وأول النشاط صلاة الفجر في جماعة …
هذا حال الصحابه فما حال أكثرنا الْيَوْمَ ؟
وصفه النبي صلى الله عليه وسلم "روى مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة.
النصيحة الثانية :-
خير مغتنم من فترة الجامعة حفظ القرءان الكريم ، فإن لم يكن فالعلم الشرعي .
١- أهمية حفظ القرءان للداعية :
(١-أ) فضل القرءان العام معلوم من
١-حافظ القرآن من أهل الله وخاصَّته:
٢-القرآن يرفع حافظه:في الدنيا والاخرة :
٣-له الأولوية في إمامة الناس في الصلاة:
٤-يشفع القرآن لحافظه يوم القيامة:
٥-حافظ القرآن يرتقي في منازل الجنة:
٦- إكرام الله لوالدي حافظ القرآن:
(١ -ب )لكن الأهمية الخاصة للداعية
أن آيات القرءان مواضيع دعوة ،ومواقف الحياة لا تخرج عن ايطار أية من كتاب الله مهما كان الموقف او مهما كانت القضية .
والمقصود بالحفظ ليس حفظ الرسم بلا معنى ولا النظم بلا فهم ،ولا ترتيل بلا تأويل ،،بل المقصود به أن تكون وعاءا القرءان بكليماته ومعانيه مترجما ذلك في قولا وفعلا …
لان الحفظ سنة والتدبر فرض لقوله تعالى "افلا يتدبرون القرءان … "
وكيفية الحفظ في سنوات الجامعة :
قسم القرءان على حسب السنوات الدراسية وليكن اربع سنوات
اذا كل سنة ٧,٥اي (سبع أجزاء وحزب. )
وتقسم السنة لفصلين دراسيين
اذا كل فصل ٣,٧٥ أي (ثلاثة أجزاء و حزب وربعين. )
وكل فصل ثلاثة شهور
اذا كل شهر ١,٢٥ أي (جزء ، وربعين. )
وكل شهر أربعة أسابيع
أذا كل أسبوع أي (ربعين ،ونصف )
يعني تقريبا (٦,٥صفحة ) يوميا ولَك يومين مراجعة بالظبط
وقتهم ساعة ونصف بعد الفجر وأن تقوم بهم الليل .
هذا فقط بحسب الأيام الدراسية فقط ،وبحساب أن السنة ستة شهور فقط فما بالك لو استغللت الاجازات (٦شهور أخرى )
والله إن فاتك حفظ القرءان في هذا الوقت فقد خسرت
٢- أهمية العلم الشرعي للداعية :
أيها المستمع الكريم١- العلم مثل القرءان في رفع مقام صاحبه لقوله تعالى
لا يوجد تدين بلا علم شرعي ،وعلم بلا فهم ضلال
بوب البخاري بابا بعد باب الإيمان سماه باب العلم قبل القول والعمل ،والذي بعده باب الفهم في العلم …وهو المحدث الفقيه .
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة : 11 ]٢- العلم سبب للخشية :
تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
٣- العلم سبب دخول الجنة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عن رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: ( .. مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ..).
٤-أجر طلب العلم يبقى حتى بعد انقطاعِ عمل الإنسان بانتهاء أجله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ)
٥-ونختم ب طلب العلم الشرعي دليلٌ على خيريّةِ العبدِ، وأنّ الله قد اصطفاه بأن يسّر له طلب فقد ثبت عن النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنّه قال: (مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفقِّهْه في الدِّينِ).
*وحق العلم على المتعلم تعليمه
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ ، وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ ، وَ إِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، وَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَ لَا دِرْهَماً وَ لَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ "
______________________________
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

تعليقات
إرسال تعليق